12 - 05 - 2025

شبه مختلف| تعديلات مع سبق الإصرار

شبه مختلف| تعديلات مع سبق الإصرار

على الرغم من أن هاجس اللعب في الدستور تم تداوله عقب تولي الرئيس السيسي الحكم في مدته الأولى، وبدت الأصوات خافتة حينئذ، غير أن البعض اندهش من عدم التطرق لدستور ٢٠١٤ وإن كانت قد بدأت مهاجمته وقتها، والاستخفاف بمواده عمليا، حيث تم تجنبه أحيانا والتعدي عليه في أحيان أخرى، وحدث أن نائبا بمجلس النواب رفض القسم على احترامه، ومرت  هذه الفعلة دون حساب تحت سمع وبصر ٥٠٠ نائب يمثلون الشعب المصري.

أما ضربة البداية الحقيقية فقد كانت بتصريح رئاسي، مفادها ان الدستور قد جرت صياغته بحسن نية، وأيا كانت نية الرئيس وقتها، فقد جرى التعامل مع هذا التصريح باعتباره انتقادا للدستور وانتقاصا منه، ثم انطلقت الاقلام والالسنة لتقدح تلك الوثيقة التي تعاهد علي الالتزام بها أكثر من  ٩٧٪ من الشعب المصري، وتم التعامل  معها باعتبارها عورة، يجب أن تتوارى أو يتم تغطيتها بهذا الفعل الذي تدور الرحى من أجل - تصحيحه- من وجهة نظر الحكم أو -وأده-  من وجهة النظر الأخرى.

ويبدو أن الرياح آتية بغير ما تشتهي مراكبهم، حيث أن دسترة  التأييد على مقاعد الحكم يجري  التمرد عليها، بعد اشتعال نيران الثورات في الجنوب الملاصق أو في الغرب القريب من أجل إنهاء حقب من التسلط والديكتاتوريات التي ترغب في الموت على مقاعد السلطة، فتخرج التسريبات حول الخلاف على تعديل المادة التي تم دسها بين اثنى عشر مادة أخرى حتى ينطلي التعديل على المشاركين في الداخل أو المراقبين في الخارج .

 ويقال أن هناك نية لتعديل التعديل  الذي كان يجري  من أجل التوطئة للرئيس أن يحكم حتى يبلغ الثمانين عاماً، إلى تعديل اقل فيمكنه من زيادة مدتي رئاسته إلى اثني عشر عاما، بزيادة أربع سنوات دون اللجوء إلى انتخابات جديدة، وعدم المساس بمدتي الرئاسة في الدستور الحالي بمط فترة الأربع سنوات إلى ستة، مما يجعله اقرب الى المعقولية لاستكمال انجازات الرئيس، وجني ثمارها أو بعضها، وكذلك عبور مصر من نفق الإرهاب المظلم، وتجاوز فترة القلقلة الثورية في بلاد الجوار - بحسب ادعاءات طالبي التعديل-


وهكذا تسير عربة التعديل، دون أن يعرف الناس الصيغة النهائية للمواد المعدلة أو التي يجري إضافتها، ورغم ذلك امتلأت الشوارع باللافتات التي تؤيد تعديلا لم تنته صياغته يقودها الحزب الوحيد المسموح له بامتلاك الشارع دون غيره، وبمساندة بعض المنتفعين الذين لا يبتغون غير وجه مصالحهم مع السلطة - أي سلطة - كانوا سيؤدون نفس الدور لا يهمهم الرئيس السيسي أو الرئيس مبارك، وهؤلاء هم الذين يزيدون وجه التعديلات تشويها، وكان انفع للرئيس أن يتبرعوا بمقابل لافتاتهم للمشروعات الكبيرة التي تحتاج إلى كل مليم يدفعونه في ثمن لافتة يلعن المواطن في قرارة نفسه الظروف التى أفضت بهم إلى ذلك حتى لو كان هذا المواطن يرى في بقاء الرئيس استقرارا للوطن.

حزن الختام :-

طالع بفاسه يعمرها

نازل براسه يدمرها 

حط خياراته علي خيارها 

قتلها بخياره المسموم 

*  *  *

ياعم روح كتر خيرك

كفاية حشر في مناخيرك 

تعبنا من كتر شخيرك 

وروحنا وصلت للحلقوم
-----------------
بقلم: على إبراهيم

مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | أقباط كرة القدم!!